روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين».
قررت قضاء أخر ساعتين من اليوم الأخير في السنة الميلادية بمحادثة صديقتي العزيزة و التخطيط سويًا للسنة الجديدة، لتضيء في عقلي بعض الدروس التي تخرجت بها من هذا العام، فأحببت أن أشاركها معكم لربما تكون ذات فائدة لمن لم يمر حتى الان بتجربة علمته أو مر بالتجربة لكن لم يستنتج درسها .
الدرس الأول
أن تعي مرور الوقت ، وتشعر بدقات الدقائق تمر عليك فتنسى دقات قلبك ، هذا هو شعور الخوف الحقيقي.
الدرس الثاني
السعادة نسبية ، ليست مقولة نضحك عليها عندما تقال على لسان جماعة الكأس المملؤة ، أنت حقًا ترى السعادة إن أردت رؤيتها ، فأنت من تجدها و ليست هي من تجدك.
الدرس الثالث
ناقش و جادل من تحب ، لكن أصمت مع من تكره . أنت تحمل حبًا عظيمًا للأول فإما تريد إرشاده للصواب أو أن تكمل معه الطريق فتتحمل مشقته ، لكن الثاني دعه في عماه يغرق خصوصًا بعد أن أبى الإنقاذ.
الدرس الرابع
لا تتمنى مرور الوقت ؛ فإنه عمرك.
الدرس الخامس
تعلم التمثيل و لا تنخدع بلعبة الصراحة فتضع مشاعرك في كم قميصك ، الكثير يستدرجونك لتفتح قلبك فيكون هشًا سهل الكسر.
الدرس السادس
تظاهر بالمثالية في الأمور التي تتمنى إضافتها لحياتك حتى يقتنع من حولك ، ستُجبر عندها على العيش بهذه الطريقة حتى تصبح واقعًا.
الدرس السابع
أحلام الأخرين ليست أحلامك ، فلا تُقلل من شأنها حتى لا يُقلل من شأن أحلامك.
الدرس الثامن
انتبه ، الورع ليس شعرًا ينبت على الوجه ، و لا داعي لذكر التشبيهات ؛ فلا أريد التقليل من أحدٍ خطئًا.
الدرس التاسع
قلل من شأن قاتلي المُتعة ، ضعه تحت بقعة الضوء و فجاءه بسؤال : من أحزنك هكذا ؟ لا تعطه القوة بصمتك ، و الأهم لا تعطه القوة بحزنك.
الدرس العاشر
علينا أن نتعلم كيف نفرّق بين بعيد المنال القابل للوصول و البعيد المنال المستحيل ، ربما يكون الثاني زمني و سينقضي، لكن التصالح معه سيوفر عليك الكثير.
الدرس الحادي عشر
كيّف نفسك ، لا تعرف كيف ؟ تعلم كيف تتكيف ، ابتعد عن شعارات سأغير أي شيء أريده ؛ لأنه بلا قوة لن تُُغير شيئًا.
الدرس الثاني عشر
عد الى أصلك ، الى فطرتك ، اعمل خوفًا من الله و ليس خوفًا من ” كاميرات” المراقبة.
الدرس الثالث عشر
اسمع نصائحهم و قم بالحد الأدنى من العمل و استلم في أخر الشهر ، لكن بالمقابل تقبل الحد الأدنى من السعادة و راحة البال بعد العمل.
الدرس الرابع عشر
مراجعة نفسك في أخر اليوم من أقوال و أفعال ليس مرضًا نفسيًا أو ضعفًا شخصيًا ؛ إنه خوف من صوت مكسور يدعو أخر الليل لربٍ لا ينسى حزنه.
الدرس الخامس عشر
لا تنسى ، الخلق الحسن ليس سجاد تفرشه على ظهرك و ترحب بالأقدام أن تطأ عليه ، هو رقبة طويلة تبطئ وصول الكلام حتى يحين الوقت المناسب ، و ربما وقتها تقرر الصمت و تكتفي بالابتسام.
الدرس السادس عشر
العلاقات كلها تبادلية ( ما عدا علاقتك بربك) ، لكن ليس بالمعنى الرأسمالي الوحشي ، بل بمعنى أن من يعطيك الطاقة و الدعم لتواصل، أعطه بمثلها أو أكثر منها ، أما من يريد و يأبى أن يُعطي ، فكن له مرآة ؛ سيمل من شكله ويذهب.
الدرس السابع عشر
أخيرًا استوعبت ، القاسي ليس حامل العصا التي يضرب بها ، بل من يتفرج على الأذية و لا يحرك ساكنًا.
الدرس الثامن عشر
نظرتُ في عينيها و سألتها :” ما هي اهدافك للسنة القادمة؟” ضحكت و قالت :” استمر بالعيش ، هذهِ السنة مِثلُها مِثلُ غيرها فقط تغيرت الأرقام” . هذه المحادثة أرعبتني حتى النخاع ، إلهي و أنت مولاي باعد بيني وبين هذا البلاء .
الدرس التاسع عشر
من الطبيعي جدًا أن تكون لك عدة شخصيات مختلفة ، تسمح لكل واحدة منهن أن تظهر مع الجماعة المناسبة؛ هذا لأن كل شخص في حياتنا يمس وترًا مختلف عن الأخر.
الدرس العشرون
* ربما هذا أهم درس فالقائمة* المعاملة الصحيحة و الاحترام الحقيقي: هو عندما يكون تعاملك مع أبسط أنسان و أعلى أنسان واحدًا ، فلا صوتٌ يتغير و لا ابتسامةٌ تتحيز.
الدرس الواحد والعشرون
أن تنتظر شيئًا ما ليحصل ليس معناه أن تنظر فالفراغ بينما تعُد الأيام، هو أن تضع غايتك في مؤخرة عقلك و تنشغل بشيءٍ غيره حتى يحين وقته.
الدرس الثاني والعشرون
التغريد بالحِكم والمواعظ عن الصبر سهل جدًا ، أن تكون صبورًا صعب جدًا ، لكن أن تتحمل النقد الذي سيُصاحب صبرك في هذا الزمان هو الأصعب على الإطلاق.
الدرس الثالث والعشرون
اللطف مع الاخرين ليس ضعفًا أو انهزامًا في الشخصية ، لذا توقف عن لعب دور صعب المنال ، الغضوب الذي لا يُعجبه إلا المُحال؛ لأنك ستُترك في زاويتك حتى تخنُقك ظلال رحيل الأنام.
لنا لقاء
امتلأت قائمتي بالأهداف لهذه السنة ، و لأول مرة فاضت ورقتي لذا كان علي الاستغناء. بالطبع هذه المدونة هي على رأس القائمة ، بعد سنين طويلة ، أخيرًا، أنا أقوم بما أحب حقًا ( الكتابة). قارئي العزيز، ستكون هذه السنة عامرة بالدروس ، سنتخرج منها أعلمَ و أفهمَ لما حولنا ، و كما عاهدت نفسي ، سأتعلم و أشارك ما تعلمت و عندها أتعلم أكثر بمساعدتك . شكرًا مقدمًا لمواصلتك الطريق معي ّ ، و أراك في الأيام القادمة بإذن الله.