عُدت مُسرعًة من يوم عملٍ رائع، لكنني كنت أغرق بالكلمات التي خُفتُ سرًا أن تطفح فتُفهم بشكلٍ خاطئ، لذا كان هدفي أن اغدقها على والدتي لتُصفيّ الصالح منها. سرت نحو المطبخ قبل أن أغير ثيابي، دفعت الباب على مصراعيه وقلت:” السلام عليكم، لما الناس تتغير اخلاقياتهم في العمل؟ وما كل هذهِ القواعد المكتوبة غير المطبوعة التي يتناقلها الجميع؟” ضحكت أمي بينما ترد:” وعليكم السلام، من أزعجك اليوم؟” وضعت حقيبتي على كرسي فارغ وشمّرت عن ذراعيّ لأتحدث بأريحية:” اليوم قررت تغيير ملفات نستعملها يوميًا ، وهي عبارة عن إرشادات لاستعمال الدواء مع عدة ملصقات جاهزة لتُوضع على العلبة، الظاهر من عُتقها، أنها استُعملت منذ أن أكتشف الأنسان الكتابة! لذا قررت شراء بعض الملفات التي لم تكلفني دينارين وغيرتهم مع بعض التعديلات، ما فعلته هل كان ضربًا من الخيال العلمي؟ لما لم يفعله أحد قبلي؟” حدقت أمي فيّ قبل أن تجيب:” أولًا، جيد أنك قمتي بالخطوة الأولى فعلًا وليس نُصحًا-الفعل أبلغ من القول-، وثانيًا الكسل سبب وانعدام مشاعر المبادرة سبب أخر” حدقت في والدتي المُحقة للحظات ثم استجمعت انفاسي وجلست.
إن بادرت فستصبح مهمتك الغير مدفوعة!
بعدما تَتبعت “لوغاريتمات” وسائل التواصل الاجتماعي مسار حياتي واكتشفت أنني أمسيت باحثة عن العمل بدأ سيل المحتوى الوظيفي ينهال عليّ بالنصائح، منها: طرق لتعديل سيرتي الذاتية، طرق لتعليمي المهارات الناعمة التي أُغفلنا عنها طيلة حياتنا التعليمية ، و كيف ترد على سؤال أين ترى نفسك بعد خمس أو عشر سنوات. كان المحتوى إما ذو طاقة عالية بحماس شديد وحث على السعي المضني أو البرود الفظيع وانتظار قدرك ليأتي إليك سعيًا، وقليلًا ما وجِد ما بينهما. بعد ما حصلت على الوظيفة (حمدًا لله) تغير نوع المحتوى الى: نصائح كيف ترتقي في سلم العمل، قاتل لأجل حقوقك فقد يُسكت عنها -لن يرشدك رئيسك نحو الطريق الصحيح-، وكيف تقوم بالقليل مقابل الكثير.
تنوعت تلك النصائح بين الممتازة و السيئة، خصوصًا موضوع علاقات الزملاء -اختلاف العلاقة على حسب الجنس- لربما كانت تلك النصائح فيها نوع من الفتور تجاه الروابط البشرية لكنها ذات منطق سليم، النصائح الجيدة كانت مستحيلة التنفيذ، جميلة النظرية؛ مثل ابقِ عملك في المكتب وحياتك الشخصية فالمنزل، نعم هذا الهدف المطلوب لكن فصلهما تمامًا غير واقعي.*نصيحة لصُناع المحتوى : سهّل علينا هذه النصيحة باختيار المواضيع المحظور جلبها للعمل، مثلًا : المشكلات العائلية، الحالة المادية أو الصحية وإلخ من المواضيع التي أنت تختار ألا تشاركها. بعدما أكملت سنة ونصف السنة كعاملة، اكتشفت أن العمل جزء من حياتي وليس بعضًا منه، اخطط للقاءاتي مع أصدقائي لتناسب ساعات عملي، ثم اضحك معهن على مواقف حصلت لي هناك، ولا ننسى الروابط التي تنشأ هناك في العمل، فلقد دُعيت لحفل استقبال الطفل الأول لإحدى زميلاتي وحظيت بوقت رائع! كل هذا التغيير في حياتي الشخصية وأتجرأ ان أقول إن حياتي العملية شيء والخاصة شيء أخر.
أسوء أنواع النصائح كانت علامة غير مبشرة لوضع المجتمع؛ لأنها تقتل صفة هي أساسًا مهددة بالانقراض في مجتمعنا، النصيحة كانت كالتالي: لا تُبادر بشيء قبل ان تضع حدودًا واضحة أنك تريد مقابل له-هذه هي النصيحة الذهبية لكل موظف جديد- لا تقم بأي شيء لا يُدفع لك مقابله. ما الذي حصل لمفهوم التطوع والقيام بفعل خالص لله؟ أي نعم انت داخل مصفوفة وظيفية ويُدفع لك مقابل العمل، لكن لن يضر ان تقوم بفعلٍ هنا وهناك بلا انتظار تربيته على الكتف؛ ألسنا كبارًا على أن نكوّن عقدًا نفسية تجاه ذلك؟ يسأل سائل، ماذا لو أصبح تطوعي همًا يضغط عليّ ويؤرقني بلا مقابل؟ اجيب: هل لسانك سليط فالنقد والغيبة فقط؟ تكلم مع مدريك واشرح له أن فعلك ذلك كان تطوعًا أو تسهيلًا للغير وحبًا في عملي، إذا اردت منيّ الاستمرار بشكل ثابت فهذا حمل زائد يجب أن أعوّض مقابله.
تسهيل حياتهم ليس ضمن وصف الوظيفة
(رحم الله امرئ عَمِل عملًا فأتقنه) فما هو الاتقان؟
قد يراه الكثير الوجه الاخر للمثالية التي سيهاجمونها على انها مرض يقتل الانسان بطيئًا، لكن الى أي حد تكاسلنا حتى أصبح الحد الأدنى من الجهد مدعاة للمثالية وارهاق للروح والجسد؟
سأفتح هنا نافذة كوني صيدلانية ولك حرية القياس على الوظائف الأخرى قارئي العزيز. أتاني مريض يحمل وصفته الطبية متثاقلًا، قرأتها وكانت اجابتي أنَّ الدواء غير متوفر، سكت المريض للحظات مرتبكًا بعدها فاقدًا للأمل فلربما كنت أنا خياره الأخير لذا أكملت: أعلم أنه من الصعب أن تجده هنا، لكن من المؤكد انه سيتوفر قريبًا لذا شاركني رقم هاتفك و سأتصل بك فور توفره لدينا، ابتسم الرجل و صدى تشكراته لا زالت تصدح في أذني. أكان الفعل صعبًا؟ قلم رفعته وورقة ملئتها أرقامًا، ثم نصف ساعة اتصل بها لأخبر المرضى بتوفر ادويتهم، صدقًا اعتقد أن ما فعلته يجب أن يكون واجبًا لهذه الوظيفة لكن زملائي فالمجال هنأوني بأنها مبادرة ظريفة مني. موقف آخر، جاءتني مريضة صغيرة فالعمر، ضائعة و خائفة، شرحت لها الادوية ثم دفعت ثمنهم و ذهبت للجلوس على أريكة قبالة الصيدلية، ظلت عيني تلحقان بها بينما تحاول فتح العلبة، فجاءة، تلاقت أعيننا فقامت من مجلسها و ابتسمت كمن سيطلب شيئًا غير متعارفٍ عليه “: هل يمكنك مساعدتي فأنا لا اعرف كيف اضع القطرات لنفسي”، ابتسمت (لأنني انا أيضًا لا أعرف ، إلا إذا كانت للترطيب و امام مراءة لكن قطرات المضاد الحيوي اعلم انها ستلسع لذا أُفضل ان يضعها احدهم لي) ، ضحكت و خرجت من الصيدلية ثم تناولت العلبة منها و قطرتها لها. عدت للصيدلة و كانت زميلتي قد رأت الموقف كله من بعيد لتدخل ضاحكةً: ماذا كنت تفعلين؟ ضحكت و قلت أساعدها فلم تستطع أن تضعها لنفسها ، لبست معطفها الأبيض بينما تقول: أ نعمل عندها لما لم تخبريها ان تعود للمنزل و يضعها احدهم لها؟ ابتسمت “: أليست المجموعة التي تحتوينا تدعى ” مقدمو الرعاية الصحية”، و أيضًا كانت الممرضة مشغولة بمريض أخر فلم أحب أن أزيد همها؟” ردت علي : افعلي كما تحبين. نعم كصيدلانية أنا لست مجبورة بتاتًا، بل هذا تعدي مني على وظيفة الممرضة، لكني أقرب فهل من المعقول ان اتصل بالممرضة و انزلها لتقوم بشيء استطيع إنجازه في ثوان؟ أيضا كثير من الممرضات يقمن بأدوارنا عندما نغيب عن الصورة، كشرح الادوية و تعليم المريض كيفية استخدام الأجهزة الطبية ، تداخل الأدوار في الأمور البسيطة ليس شيئًا خارقًا. كيف اسهل حياة المرضى ؟ ان لم يتوفر دواء في صيدلتي أخبرهم بمكان توفره ، ان كان كبيرًا فالسن أتصل فالمكان لأتأكد حتمًا من وجوده. عند عدم معرفتي بوقت عودة دواء معين اكتب أسماء المرضى لاتصل بهم فور عودته. ان اتماشى مع اختلافاتهم ، من يحتاج للإعادة الف مرة أعيدها عليه الف مرة – نعم لن العب دور المثالية فبعدها سأذهب لزميلاتي و انا منهارة كيف لم يفهم فالمرات العشر الأولى خصوصًا إن كان شيئًا بسيطًا- لكنني لن أُشعره بهذا شخصيًا.
العمل في أي مجال خَدمي معناه أن تتعامل مباشرةً مع المستهلك، أيضًا أشعر بأن معظم الاعمال خدمية بطبيعة الحال؛ فكلها تصب في مصلحة شخص أخر. هنا أتكلم عن الخدمة المباشرة كوظيفتي مثلًا ؛ انا اكلم المرضى مباشرةً و أعود بالنفع أو -بعيد الشر- بالضر عليهم مباشرة ، يجب أن تكون لديك عقلية مختلفة تمامًا عن أي شخص أخر ، نعم قد يرسلك الكثير منهم الى انهيار عصبي بأخلاقهم السيئة أو غبائهم “المريخي”، لكنك يجب ان تحتفظ برباطة جأشك و تردد في نفسك : هم ليسوا أنا و لكل انسان حياة و تجارب مختلفة تجعله مختلف عني.
: لماذا فعلنا هذا؟
: لا أعلم، من كان قبلي كان يفعلها.
منذ أن كنت أحاول القفز للوصول “للكاونتر”، الى يوم بدأت أمي بالصراخ عليّ أن انزل فلربما اضرب رأسي بسقفه، و كلمة لماذا هي ما أُعرَف به. اسأل لماذا عن كل شيء، حتى عندما أُأمر بأن لا استخدمها يأبى عقلي إلا أن يتمرد. كانت الإجابات على لماذا خاصتي متنوعة؛ لم تكن دائمًا مقنعة؛ فليس للجميع فانوس المعرفة لينير به درب الظلام ، لكنني اسعد بهم، لأنهم احترموا فضولي و استقبلوني خير استقبال بما لديهم. بدأت العمل و بدأت “لماذا” تقف عاجزةً امام إجابةٍ: (كان من يعمل هنا سابقًا يفعل هكذا) ، نعم هذه الإجابة التي ” راح تجيب آخري!” . في كل مرة اطرح سؤالًا يُضحك عليّ بهذه الإجابة”: لن تعرفي أبدًا لان لا احد يهتم و انتِ لن تصلي لبداية هذا الفعل”. ما يضحكني حقًا هو عندما اريد أن اصوغ طريقة ملتوية بعض الشيء للحصول على رأي الناس في هذا الموضوع استخدم المثال العالمي : “هل تتبع القطيع مهما فعلوا ؟ هكذا تمشي أعمى البصر مُعتمدًا على من يقف في الصفوف الامامية ؟”، طبعًا الإجابات جميعها رفض تام لأسباب رائعة ثم ارمي هنا بسؤال لماذا لم تغير الفعل الفُلاني ؟ يأتي الرد : لم تُغير سابقًا لذا لما أغيرها أنا؟ – سأنهي الفقرة هنا-.
المعضلة الحقيقة هي القيام بالعمل جسديًا واعطال العقل. لربما هذا شيء لا ينحصر على العمل فقط، بل الحياة بشكل عام ، لقد توقفنا عن سؤال لماذا؟
اعمل بذكاء لا بجهد
الخداع أصبح الوجه الاخر للذكاء. كانت نصيحة اعمل بذكاء لا بجهد من أعظم النصائح المنادى بها لتحريك العقل حتى يقل الجهد الجسدي لكن الان أصبحت الوجه الأخر للتلاعب بالنتائج. لنعد بالزمن لأصل هذه المقولة، المهندس ألين مورغنستين، دشن هذه المقولة بعد عمله المضني للوصول الى خطة لتسهيل العمل ورفع الكفاءة في مجاله، لاحظ عزيزي القارئ عمل بجهد ليقول جملة مكونة من أربع كلمات.
بما أن النصيحة الذهبية هذه مكون من أربع كلمات فدعني أعرض عليك اربع طرق أو حيل تُخدع بها لتكون أنت الجهد و غيرك هم الذكاء:
استغل المعطاء ليقوم بعملك فهو محب للعمل. كلنا لدينا ذلك الزميل، الصديق أو حتى فرد من العائلة الذي يعمل بجهد مرعب حتى في ابسط المهمات لأنه عامل جاد ويجري وراء الراحة المرضية بعد العمل المُضني. هنا عزيزي العامل بجهد ستستغل هذه الصفة الرائعة فيك لتقوم بعملك وعملهم ” أنت تعبان تعبان سوي شغلي معاك” لكن بطريقة ألطف و ” أذكى”. سيبدأ هذا المُدعي للذكاء بمدح عملك حتى تمتلئ بالثقة والفخر، ثم ينتقل الى التفنيد من عمله والتقليل من قدراته العقلية التي عادةً تكون انت وهو متساويين فيها، إذًا كيف حصل على تلك الشهادة التي حصلت عليها؟ بعدها سيبدأ بإغراقك بأسئلة بسيطة وتافهة حتى يُنهكك، وطبعًا انت ستجيب لأنك محترم، القشة الأخيرة ستكون بأن يُسلمك عمله، مليئًا بالأخطاء لتبدأ أنت بالتعديل الشاق لتكتشف أنه من الأفضل أن تقوم به بنفسك. اعد قراءة تلك الفقرة قارئي العزيز وأنظر للذكاء الرائع لصاحب الأخطاء الاملائية التي تُصحح تلقائيًا في برنامج “Word” أو جهله بكيفية كتابة رسالة رسمية في حين أن سيرته الذاتية أدت به ليكون مُديرًا عليك! طبعًا عزيزي القارئ لن أدعك تصبح فرسية سهلة لذلك الكائن، بل سأعطيك طريقة لطيفة لترد له تلاعبه اللطيف. الفكرة الرئيسة في خدعته: أنا غبي ساعدني، سترد أنت: أوه حقًا (قدر ولقى غطاه) أنا أغبى فكيف سأساعدك، يمكنك حتى أن تعطيه نصائح غبية بشكل واضح فيبدأ هو بتصحيحك. يمكنك اختبار من تشك بأنه يخدعك بأن تقول: لنقم بعملنا سويًا حتى نغطي على اخطائنا ،فلربما ظلمانه وهو حقًا يحتاج الى مساعدة، إن وافق فراقب مساعدته-لا نريد أن نسحب مرة أخرى نحو حفرة الأخطاء الكثيرة المتعمدة التي ترفع ضغط الدم- لكن إن رفض أغسل يدك وانسحب فورًا.
ذاكرتي الضعيفة انت لك ذاكرة أفضل، انت متحدث أفضل. امدح حتى يقوم الاخرين بالعمل عنك. الوجه الأخر للعملة التي تحمل النقطة التي سبقتها لكن لشخص له كبرياء عالي فلا يريد أن يظهر كالغبي. هؤلاء اسوء من الذين قبلهم؛ ستحصل على اعتراف بالغباء من سابقيهم على الأقل، لكن هؤلاء سيتكبرون عليك وفوقها ستقوم بعملهم! هذا الكائن مشغول عادة، فلديه حياة -و أنت لا- لذا قد يسلم عمل غير منتهي و يعطيه لك لتكمله، سينسى مواعيد مهمة و يقول: لقد نسينا -والمهمة تخصه كليًا- الأسوأ من ذلك، أنه سينتقد لماذا لم تذكره فيقول: “أنت تتباهى بذاكرتك و مُفكرتك التي تحملها دائمًا”، أرد بالنيابة عنا جميعًا: ذاكرتي جيدة لأني اختار ما أريد أن اتذكره و مفكرتي تملئها أشياء تخصني؛ هل أنت تخصني؟ بالطبع في كل الأحوال ستظهر انت الغير المتعاون لكني هنا لأساعدك، يمكنك الرد بقول: كان أسبوعي حافلًا فنسيت، اكتبها في المرات القادمة حتى لا تنسى.
دع عنك هذا، إن لم تُسأل عنه فلربما يُنسى للأبد. هذا تلاعب على مستوى أعلى مني ومنك قارئي العزيز، هذه المقولة أقرب للتجاهل؛ دع تلك المسؤولية إن لم تُسأل عنها الى أن يتذكرها مديرك فلربما تغير عملك وتقع في رأس غيرك. الانانية في أسمى صورها. قد يكون من بعدك جديد على المجال وانت تضع عقبات له قبل أن يبدأ. نحن نعرف الانانية بصورتها البدائية ونبتعد عما هو أعمق، عدم مشاركة حلوى أو إخفاء طريقة جيدة للدراسة ليست التصرفات الانانية الوحيدة؛ و ما سبق أحدها، أضف إليها أشهر التصرفات الأناني في العمل: الانفراد بالمدح في حين أنك لم تقم بهذا العمل لوحدك. محزن أن أرى أناسًا تُمدح لحنكتهم –مسمى أخر بدل الأنانية- لكن ما الجديد فكل شيء خاطئ أصبح له مسمى ألطف يُلبس المسمى الأصلي ثوبًا ورديًا ليبدو رائعًا ومحببًا.
الختام وهو المسك الفواح لهذه الفقرة، من يستعمل هذه المقولة كإهانة لعملك الجاد. اختنق بالغضب وانا أكتب هذه الفقرة. جميعنا نعلم أن الله فضَّل بعضنا على بعض في كل شيء، فمنا من لديه المال، الجمال، الذكاء، كلها أو لا شيء منها، يعطينا الله ليرى أنشكر أم نكفر. سواءً كنت ذكيًا وقمت بالعمل بذكاء بلا خداع وانهيته قبل اقرانك، فهذا لا يعطيك الحق لاستعمال السلبية اللطيفة قائلًا: “أنا اعمل بذكاء وانت تعمل بجهد”، ما قصدك بهذا؟
اعمل فسيرى الله عملك
العمل هو تقدميك لوقتك ومهارتك مقابل عائد مادي، لكن إن قمت بهذا العمل إخلاصًا لذلك فقط فما نوع الحياة التي تعيشها، أأنت تعمل أم العمل يعمل بك؟ إن مت غدًا – بعد عمر طويل- هل ستعمل اليوم؟ الكثيرون سيقولون لا، لكن الإجابة في رأيي يجب أن تكون نعم، لأن عملك يجب أن يكون واجبًا ساميًا تسعد به، فيكون جزءًا سعيدًا، لا جزءًا تريد تسرعيه لتصل للتقاعد. كاتبة كاونتر لدينا سؤال، ماذا لو لم نعمل في وظائف نحبها لكننا يجب أن نعيل عائلاتنا؟ أقول بتواضع أنني لست في هذا الموقف، فحتمًا لا حكمة لي في هذا الصدد، لكن من ناحية أخرى وظيفتي اليومية هي الصيدلة وأنا لا أحبها بتاتًا، لكنني جعلت من تلك التسع ساعات مركزًا للسعادة سأذكرهُ لبقية عمري ، أيضًا عملي هذا اعطاني الكثير من الالهام لبدء العمل بالشيء الذي احبه حقًا وهو الكتابة لك قارئي العزيز.